يوم عاشوراء
يوم تاريخي في حياة الإنسانية إنه يوم سقوط أكبر طاغية في حياة البشرية حارب حرية
الرأي واستخف قومه فأطاعوه وصادر كل أنواع الحقوق والحريات
بلغت غطرسة
فرعون الذروة وهو يعلن الحرب على حرية الرأي ويطلب الاستئذان منه قبل الإيمان بأي
رأي أخر ويهدد بأبشع أنواع العقوبات" قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن
هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون *لأقطعن أيديكم
وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين"
ولكن القلوب
التي عرفت الحرية يستحيل أن تفرط بها مهما كانت التهديدات والتضحيات فكان لسان حال
المؤمنين " قالوا إنا إلى ربنا منقلبون *وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا
لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ".
أن عاشوراء
يوم مشهود فالعرب كانت تعظمه وتصومه في الجاهلية ورجحنا أن هذا الصيام من بقايا
التعاليم الحنيفية البراهيمية مثله مثل بعض طقوس الحج كالطواف وغيره التي كانت
معروفة قبل الإسلام.
ولكن العرب
كانت تصوم عاشوراء وهي تجهل دلالته وأسراه ومقاصده فلا ينبغي اليوم ونحن نصوم هذا
اليوم أن نصومه كصيامهم بدون التوقف عند دلالته واستشعار مقاصده التربوية
والإنسانية.
لا يريد
الإسلام أن يكون هلاك أي طاغية حدثا عابراً يطويه النسيان فلابد من تخليد هذه
الذكريات لتكون من خلفهم من الطغاة آيات وعبر لعلهم يرتدعون ويعودن إلى رشدهم ومن
هنا جاء الاحتفاء بهلاك فرعون ونجاة المؤمنين "ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".