هل أنت واثقة أن طفلك لا يتعرض لممارسات
"التسلط" أثناء وجوده في اليوم الدراسي؟..
وهل لديك اطمئنان كامل بغض النظر عن المستوى
العالي للمدرسة التي اخترتها لطفلك أن أحداً ما لا يمارس عليه درجة من الهيمنة والاستفزاز؟.
إن الطفل قد يتعرض لكثير من الضغوط والمضايقات
خلال بقائه في المدرسة ولا يعرف كيف يتصرف إزاء ذلك، ومن هنا وجب عليك كأم لهذا الطفل
أن تعرفي ما هو التصرف المناسب للتغلب على هذا الوضع.
التسلط الذي يتعرض له الطفل في المدرسة
قد يكون من الأطفال الآخرين ولكن الأخطر هو ذلك النوع الذي يمارسه عليه أحد المدرسين
لأن الطفل في هذه الحالة يشعر بالعجز الكامل ولا يعرف ما هو السلوك المناسب الذي يجب
عليه أن يتخذه ليضمن أنه في حماية من هذا التسلط، والذي يتمثل في تكرار الاستهداف إما
بالاعتداء اللفظي أو البدني أو تعمد الإهانة والإحراج أمام الأطفال الآخرين أو منع
الطفل من ممارسة حقه الطبيعي داخل الفصل في إبداء الرأي والإجابة عن الأسئلة وطرح الاستفسارات
وغير ذلك.
في كثير من الأحيان يكون الأطفال خائفين
جداً من مجرد الاعتراف والتصريح والشكوى من وجود هذه الممارسة التسلطية بحقهم، فهم
لا يعرفون ماذا يجب أن يقولوا وما إذا كانت هذه الشكوى من مدرس معين يمارس التسلط ستخلق
المزيد من المشكلات والاستهداف في المستقبل.
يجب أن تعلمي طفلك كيف يمتلك شجاعة التعبير
عن الرأي بأن يكون شديد التهذيب وقادراً على أن يقول لهذا المدرس الذي يمارس بحقه التسلط
: "من فضلك أستاذي الحبيب لا يحق لك أن تعاملني بهذا الأسلوب لأنني لم أقترف ذنباً
ولم أرتكب خطئأً يستحق هذه المعاملة القاسية من ناحيتك وأحب أن أوضح أن هذا الأسلوب
يتسبب في إيذاء مشاعري وشعوري بالضغط والضيق طوال اليوم".
وإذا كان من الصعوبة بمكان على الطفل أن
يعبر عن ألمه وضيقه على هذا النحو فهذا يكشف عن مشكلة أعمق يعاني منها ذلك الطفل داخل
جدران المنزل مما يستلزم أن تقومي كأم مع والد الطفل بإعطائه هامشاً أكبر للتعبير عما
في نفسه بكل حرية حتى لو كان ذلك التعبير سيحمل بعض الانتقادات لأمور معينة تحدث.
اعلمي أن هذا القرار الجريء من جانبك سيعطي
طفلك قدراً مناسباً من الثقة بالنفس والاعتداد بالكرامة والعزة يؤهله لكي لا يكون عاجزاً
أو خائفاً مرتبكاً أمام محاولات ممارسة التسلط بحقه سواء داخل المدرسة أو في غيرها
من أماكن النشاط الاجتماعي والرياضي.
يجب أن تعلمي طفلك أن رباطة الجأش والثبات
وعدم الهروب من المواجهة من أساسيات الشخصية الناجحة التي لا تضيع حقوقها ولا تهدر
كرامتها، وليس معنى ذلك أن يكون الطفل وقحاً أو عديم التهذيب وإنما المقصود أن يمتلك
الطفل القدرة على التفرقة ما بين الجبن والحكمة وأن يكون مدركاً لحقوقه وواجباته بصورة
متوازنة فلا يسمح لمن يريد أن يمارس التسلط عليه بأي مساحة من الحركة.