أخي و رفيق دربي
|
صادق أمين
خاص ينابيع
|
إن تنسى ، فلا أحسبك تنسى أيامنا
الجميلة ، في ظل دعوة ربانية طالما سعدنا بالعمل تحت لوائها ابتغاء رضوان الله ، فمالك
أذكرك عند كل غروب و أفتقدك بين الصفوف ؟! .. حتى طارت قلوبنا شوقاً إليك ، و ذابت
أكبادنا و جداً عليك .
ألا تشتاق للقاء الإخوان الذي
يُذهب الأحزان و يستمطر الرحمات و تحفه الملائكة و تُغفر السيئات ؟!
ألا تشتاق لكلمات الله الحلوة
التي يجريها الله على لسان إخوانٍ أحبوك ؟!
ألا تعلم أننا نلتمس لك من عذر
إلى سبعين ، ذلك أنك أحببتنا فأحببناك و ابتعدت عنا فناديناك، و نحفظ لك ماضيك الطيب
كما نحفظ لك مكانك بيننا لحين عودتك ، و غاية ما نتمنى أن لا تجزع من ضخامة الأحداث
و قسوتها ، فتلك طبيعة الطريق و قانون ورقة ابن نوفل و سنة الله في الدعوات و علامات
على صحة الطريق ، و لسوف تسير علينا و على كل من وقف موقفنا هذا إلى يوم الدين .
فاسمع مني ، إني أنا أخوك و
إن الذكرى تنفع المؤمنين ، لا تجلد نفسك إن أصابك ما يصيب البشر من ضعف أو خوف ، فلا
عيب ما دام في الحدود المأمونة التي لا تهوي بنا في مهاوي الخطأ أو تُضيع من أقدامنا
الطريق ، و أبشر كل البشرى بموعود الله لمن صبر و ثبت ؛ فقد قيل لرسول الله : ما لنا
إن وفينا ؟ ، قال : الجنة . و لم يزد إذ كفى بها جزاء و نعم أجر العاملين .
أما عدونا المحلي و الإقليمي
و العالمي فلا يخفى عليك أنهم مهما فعلوا ضعاف مهازيل و لا يفعلون شيئاً لم يأذن به
الله ( و لو شاء ربك ما فعلوه ، فذرهم و ما يفترون/span>
) ، ( ذلك و لو يشاء الله لانتصر منهم ، و لكن ليبلو بعضكم
ببعض ) ، و ما قوتهم إلا انتفاش الزبد ينفخ فيه سحرة الإعلام ، و صدق الله ( فأما الزبد فيذهب جفاء ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
).
و قل لي بالله عليك : إذا عُذِر
الناس بجهلهم ، فما عذرك أنت؟! .. و أين ثقتك في نصر الله ؟ و أين مردود تربية سنين
؟ و أين حق إخوانك الشهداء و المصابين و المطاردين و المعتقلين ؟ الذين ينتظرون منك
مواصلة الطريق _ و أنت له أهل _ كي تبقى الراية عالية ليلتف حولها كل محب للحق و الحرية
و تمكين هذا الدين .
فعُد إلينا - أخي و رفيق دربي
- فمكانك في الصف بانتظارك و ماكينة الدعوة
تحتاج طاقتك و عطاءك و صدق من قال :
الكوكبُ الوضّاحُ يبقى كوكباً
*** و لئن تستَّر بالدجى و تنقبا
فاللهم استعملنا في طاعتك ،
و أحينا في سبيلك ، و أمتنا في سبيلك .